أساليب التدريس البنائي (بالإنجليزية: Constructivist teaching methods) هو نهج تعليمي مبنيّ علي نظرية التّعلم البنائي، ويستند التدريس البنائي على الاعتقاد بأن التعلم يقع عندما يشارك المتعلمون بفعالية في عملية بناء المعرفة ومعنى بدلاً من تلقي المعلومات بشكل سلبي لا فاعل.فالمتعلمون هم صنّاع المعرفة والمعنى. هذا النوع من التعليم يعزز التفكير الناقد ويعمل على خلق متعلمين مستقلين وذوي دافعية. يعتقد هذا الإطار النظري بأن التّعلُم يُبنى دائماً على معارف الطالب المسبقة؛ وهذه المعرفة تسمى ب المخطط المعرفي. ولأن كل التّعلُم يَمُر من خلال المخطط المعرفي الموجود مسبقاً لدى الُمتَعلم، يشير البنائيون إلى أن التّعلُم يكون أكثر فعالية عندما يكون المُتَعلّم منهمكاً في العملية التعليمية بدلاً من تلقيه المعرفة بشكل سلبي. توجد مجموعة واسعة من أساليب التدريس التي تدّعي أنها تقوم على نظرية التّعَلُم البنائي، معظم هذه الأساليب تعتمد على نوع من الاكتشافات الموجهة حيث يتجنب المُعلِم التعليمات المباشرة ويحاول أن يقود الطالب من خلال أسئلة ونشاطات للاكتشاف والنقاش والتقدير وتحويل المعرفة الجديدة إلى تعابير لفظية تُعبّر عنها.
التاريخ
جنباً إلى جنب مع جون ديوي، بحث جان بياجيه في تنمية الطفولة والتعليم. كِلا الطرفان كان لهما أثرٌ فاعلٌ في تطويرالتعليم غير النظامي. وتشير فكرة ديوي عن التعليم المؤثر بأن التعليم يجب أن يعمل على المشاركة في توسيع الخبرات والتّبَحُر في استكشاف التفكير والتأمل المرتبط بدورالمعلمين؛ فأشار بياجيه في التعليم البنائي بأنه عندما نتعلم فإننا نوسّع دائرة معرفتنا من خلال التجربة التي تتولد خلال اللعب من مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ والتي هي ضرورية للتّعَلُم. تقع نظرية بياجيه وديوي الآن ضمن حدود حركة أوسع هي التعليم المستمر. تقول نظرية التعليم البنائي بأن كل معرفة شُيّدت قد شُيّدت بناءاً على معرفة سابقة. فالأطفال ليسوا صفحات بيضاء، فلا يمكن نقل معرفة ما إليهم إلا إذا جعل الطفل منها معرفة منطقية بالنسبة له بناءاً على مفاهيمه الحالية، لذلك فإن الطفل يتعلم بشكل أفضل عندما يُسمح له ببناء فهم شخصي وفقاً لتجربته للأشياء والتأمل في تلك التجارب.
استراتيجيات التعليم البنائي
سمات التعلم البنائي
أحد الأهداف الأساسية من استخدام التعليم البنائي هو أن يتعلم الطلبة كيفية أخذ المبادرة لإدارة تجاربهم التعليمية والاستفادة منها وذلك من خلال تدريبهم على ذلك.
وفقاً لأودري غراي فإن سمات الصف البنائي كما يأتي:
- المتعلمون يشاركون بنشاط.
- البيئة ديموقراطية.
- الأنشطة تفاعلية ومتمحورة حول الطلبة.
- المعلم يُسهّل عملية التعلم بحيث يتم تشجيع الطلبة على تحمّل المسؤولية والاستقلال ذاتياً.
أمثلة على نشاطات بنائية
إضافة إلى ذلك، في الصف البنائي، يعمل الطلاب بشكل أساسي ضمن مجموعات ويكون التعلم تفاعليّ وحيويّ. ويكون هنالك تركيز كبير على مهارات التواصل الاجتماعي وأيضاً على التعاون وتبادل الأفكار. على النقيض، نجد أن في الصف التقليدي يعمل الطلاب بشكل منفرد، ويتحقق التعليم من خلال الإعادة، وتلتزم الموضوعات بشكل صارم بالمناهج الدراسية.
بعض الأنشطة المُشَجِعة في الصفوف البنائية:
- إجراء التجارب: يُجري الطلبة تجربة بشكل فرديّ ومن ثم يتم مناقشة النتائج بشكل جماعي على مستوى الصف.
- المشاريع البحثية: يقوم الطلاب بإجراء بحث عن موضوعٍ ما ثم يعرض الطالب ما توصّل إليه في الصف.
- الرحلات الميدانية: تسمح للطلبة بتطبيق المفاهيم والأفكار التي تمت مناقشتها في الصف ضمن سياق العالم الحقيقي، وغالباً ما يتبعها نقاشات صفيّة.
- الأفلام: تُوفّر الأفلام سياقاً بصرياً مما يضيف معنى آخر للتجربة التعليمية.
- النقاشات الصفية: هذا الأسلوب يستخدم جميع الطرق المذكورة أعلاه، وهي واحدة من أكثر مميزات التعليم البنائي أهمية.
ويمكن استخدام المنهج البنائي في التعلم عبر الإنترنت. فعلى سبيل المثال، يمكن لأدوات مثل منتديات النقاش وويكي والمدونات أن تُمكّن المتعلمين من بناء المعرفة بشكل فاعل.
يتضح التباين بين الصف التقليدي والصف البنائي كما هو مُبين أدناه:
الصف التقليدي
- يبدأ بأجزاء وحتى الكل- تأكيداً على المهارات الأساسية.
- الالتزام الصارم بمناهج ثابتة.
- الكتب والمصنفات.
- المعلم يُرسل/ الطلبة يستقبلون.
- المعلم يفترض َسن التعليمات وبأنه صاحب سلطة.
- التقييم من خلال الاختبارات وتصحيح الإجابات.
- المعرفة جامدة.
- الطلاب يعملون بشكل فرديّ.
الصف البنائي
- البدء بالكل-التوسع إلى الأجزاء.
- السعي وراء أسئلة الطلبة/واهتماماتهم.
- مصادر أساسية/مواد أجتُهد فيها.
- التعلم هو التفاعل-البناء على ما يمتلكه الطالب من معارف سابقة.
- المعلم يتفاعل/يتفاوض مع الطلبة.
- التقييم من خلال عمل الطالب وملاحظة أداءه، ووجهات نظره، والاختبارات. العملية لا تقل أهمية عن المنتج.
- المعرفة مرنة وديناميكية/تتغير مع التجربة.
- يعمل الطلاب من خلال مجموعات (المصدر: thirteen Ed Online 2004)
لأن مخططات المعرفة مُجمَعٌ عليها بشكل واضح على أنها نقطة البداية للتعلم الجديد، فإن النهج البنائي يميل إلى التحقق من الفروقات الفردية والثقافية والتنوع بشكل عام.
ليست هناك تعليقات: